صورة وخبر

مشروع تخضير ‎سيناء سيحولها من صحراء جرداء قاحلة الى جنة خضراء

غزة الحدث الإخبارية – الإثنين ٢٢ – مارس

‏بحسب ما اورده تقرير موقع “عربي بوست” وتابعته “غزة الحدث الاخبارية” فإن صحراء سيناء القاحلة ستتحول إلى جنة خضراء في غضون عقدين، مما سيغير مناخ الشرق الأوسط كله”.

مشروع تخضير سيناء واستصلاح الأراضي للزراعة

فما تفاصيل مشروع تخضير سيناء؟

‏وصل تيس فان دير هوفن وهو شريك مؤسس في شركة Weather Makers الهولندية التي تخطط تطرح مشروعاً لإعادة تخضير ‎سيناء، إلى ‎مصر أوائل فبراير 2021 من أجل عرض تقديمي.

إذ يؤمن القائمون على الشركة “Weather Makers” بـ مشروع تخضير سيناء من صحراء قاحلة إلى جنة خضراء في غضون عقدين.

و‏في حديث “تيس فان هوفن” مع وفد ‎مصر ممثل من أكاديميين وممثلي الوزارات وكبار العسكريين، قال “إذا كان هناك من يشكك في إمكانية إعادة تخضير ‎سيناء، يجب أن يفهم يوماً ما كان الهبوط على القمر فكرة خيالية. لم يكن elm مخطط تفصيلي من البداية، وإنما مجرد رؤية، تحققت بالتدريج”.

‏في يناير 2016، تواصل السيد فان دير هوفن مع ممثل شركة Deme البلجيكية في ‎مصر، بعدما طلبت منه الحكومة المصرية التحقق في امكانية استصلاح بحيرة البردويل الواقعة على الساحل الشمالي لسيناء.

‏وصل عمق بحيرة البردويل في آنذاك إلى 20-40 متراً، لكنه لا يتعدى بضع أمتار اليوم. ومن المتوقع أن يؤدي تجريف البحيرة وفتح القنوات إلى السماح بدخول مياه أكثر من البحر المتوسط إليها، لتصبح بذلك أعمق وأبرد وأقل ملوحة، الأمر الذي من شأنه تعزيز مخزون الأسماك في البحيرة.

‏لكن طموح فان دير هوفن لا يتوقف على هذا الحد، حيث بدأ ينظر إلى شبه جزيرة ‎سيناء بأكملها بمزيد من التفاصيل: الحياة النباتية والمد والجزر والمعالم الجيولوجية وحتى النصوص الدينية

إذ ‏يرى فان دير هوفن أن هناك أدلة على أن ‎سيناء كانت خضراء، منذ حوالي 4 إلى 8 آلاف عام.

حيث تصوّر رسومات الكهوف أشجاراً ونباتات. وتذكر سجلات دير سانت كاترين، تسجيلاً لمحاصيل الأخشاب، ترجع إلى 1,500 عام. كما تكشف صور الأقمار الصناعية عن شبكة أنهار تتدفق من الجبال تجاه البحر المتوسط.

‏يبدو أن الإنسان هو ما حوّل ‎سيناء إلى صحراء.

أينما يستقر البشر، بتطهير الأرض وقطع الأشجار.
وفقدان الأرض للغطاء النباتي بالتاكيد يضعف قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة.

ويؤكد فان دير هوفن: “اتضح لي أننا أمام فرصة عظيمة، إعادة تخضير سيناء ليس حلاً لمشكلة واحدة، بل لجميع المشكلات”.

‏أحد أصدقاء السيد فان دير هوفن أشار إليه بمشاهدة وثائقي Green Gold، الذي أخرجه جون ليو، عالم البيئة الصيني الأمريكي. ويروي الفيلم الوثائقي قصة هضبة اللوس في شمال ‎الصين، في مساحة ‎فرنسا.

حيث كانت الهضبة إحدى المناطق التي نشأت فيها الحضارة الصينية، تدهور أحوالها وأصبحت تشبه سيناء إلى حد كبير: قاحلة.

ومن خلال أحد أكبر برامج مكافحة التعرية في العالم‏ تم وضع مشروعين لاستعادة هضبة اللوس الصينية المتدهورة بشدة، بهدف إعادة هذا الجزء الفقير من ‎الصين إلى منطقة الإنتاج الزراعي المستدام، بحسب تقرير البنك الدولي.

وخلال 20 عاماً فقط، تحوّلت صحاري هضبة اللوس إلى وديان خضـراء وأراض زراعية مخضرة.

‏مما جعل فان دير هوفن يتوصل إلى هذه المعادلة: قطع الأشجار، وتدمير النظام البيئي يؤديان إلى اختفاء الأمطار، واستعادة النظام البيئي، يجعل البيئة أكثر رطوبة، وبذلك تعود الأمطار

وبالرجوع الى سيناء، ‏ترتبط فكرة إعادة تخضير ‎سيناء بمبدأ توفير المياه، لأن “المياه تجلب المزيد من المياه”. بعد استصلاح بحيرة البردويل، تتمثل المرحلة الثانية في التوسع واستصلاح الأراضي الرطبة من حولها، ما يساعد في تعزيز خصوبة الأراضي، وظهور نباتات وزراعات جديدة.

تحديات امام مشروع تخضير سيناء

‏فيما يتعلق باستصلاح المناطق الداخلية من صحراء ‎سيناء، يظهر تحدِ آخر: توفير المياه العذبة.

وهنا يقع دور جون تود، عالم الأحياء البحرية والتصميم البيئي، الذي ابتكر “الآلات البيئية” (eco machine)، وهي آلة غير تقنية تتكون من مجموعة براميل مياه داخل صندوق زجاجي، حسب تقرير The Guardian .

‏وتعمل الآلات عن طريق تدفق المياه من برميل إلى آخر، ويحتوي كل برميل على نظام بيئي مصغّر: طحالب ونباتات وبكتيريا وفطريات وديدان وحشرات وأسماك، ومع تدفق المياه من برميل لآخر، يصبح أنظف وانقى. ويمكن استخدام الآلات البيئية في ‎صحراء سيناء لأغراض انتاج المياه العذبة والزراعة.

‏من الصعب تقدير الفارق الذي قد تحدثه ‎سيناء إذا أعيد تخضيرها. فمن المؤكد أن يساهم تخضير سيناء في خفض معدلات ثاني أكسيد الكربون بـ”مليارات الأطنان”.
لكن يرى “هوفن” أن المقياس الأفضل هو درجات الحرارة، فـ بالإضافة إلى خفض ثاني أكسيد الكربون، تساعد المناطق الخضـ ـراء على خفض حرارة الكوكب.

في الوقت الحاضر، تعمل ‎صحراء سيناء الحارقة بمثابة “مكنسة” تشفط الهواء الرطب من البحر المتوسط وتوجهه باتجاه المحيط الهندي.

إذا أصبحت سيناء أبرد، ذلك سيقلل ذلك من “هدر” الرطوبة، مما سيساهم في سقوط الأمطار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال قارة إفريقيا، ما يعزز الإمكانات الطبيعية للمنطقة بأسرها.


على الصعيد العالمي، يبدو التوجه السائد الآن نحو مخططات إعادة التخضير.

‏فلقد شهد هذا العام بداية عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية، الدعوة الحاشدة لحماية وإحياء النظم البيئية حول العالم.

تأمل الأمم المتحدة في استصلاح 350 مليون فدان من الأراضي الزراعية بحلول 2030، ما شأنه التخلص من 13 إلى 26 غيغا طن من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في غلافنا الجوي.

المصدر: عربي بوست

شارك
العلامات: سيناءمصر