قطاع غزة

صحيفة: مصر تطرح “ورقة تفاوض مُعدلة” بين الاحتلال والجهاد

13 مايو 2023

كشفت مصادر مصرية، مطلعة على الوساطة التي تقودها القاهرة بين فصائل المقاومة في قطاع غزة والإحتلال الإسرائيلي، تفاصيل الساعات الأخيرة في تحركات الوسطاء، الخاصة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحةً أن المفاوضات “تشهد اضطراباً كبيراً”، مضيفةٍ أنه “بعدما كانت الأمور تسير في إتجاه التوصل لإتفاق وكانت قريبة للغاية من هذه النقطة، إنهارت المفاوضات في أعقاب إغتيال القيادي بحركة الجهاد أحمد أبو دقة (عضو المجلس العسكري لـ”سرايا القدس” الجناح العسكري للحركة)”.

وأشارت المصادر ذاتها لصحيفة العربي الجديد إلى أنه “خلال مباحثات ليلية، حاولت مصر إستيعاب الإنتكاسة التي حدثت في المفاوضات، في أعقاب اغتيال القيادي في سرايا القدس أبو دقة، وقدمت بالفعل ورقة تفاوض (مُعدلة) للجانبين للتوافق على خطوط عريضة يجري بموجبها إعلان وقف فوري لإطلاق النار، على أن تُستكمل المفاوضات لاحقاً”، لافتة إلى أنه “أمام تواصل المفاوضات طوال ساعات الليل من دون التوصل لاتفاق نهائي، وما تبع ذلك من إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ وصلت تل أبيب، حدثت الانتكاسة الثانية من الجانب الإسرائيلي، الذي أبلغ الوفد المصري الموجود في تل أبيب منذ أمس الأول الخميس، بوقف المفاوضات”.

وبحسب المصادر، فإن مصر “لم تستسلم حتى الآن، وتسعى لتحريك العملية التفاوضية مجدداً، من أجل الوصول لقرار سريع بوقف إطلاق النار”.

وأضافت المصادر إنّ “إحدى نقاط الخلاف الرئيسية، هي موعد دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حيث يرغب كلا الطرفين في أن يكون هو صاحب الكلمة الأخيرة”، مشددةً على أن “الورقة المعدلة التي قدمها الوسيط المصري، تضمنت وقفاً متزامناً لإطلاق النار”.

كما أشارت المصادر إلى “نقل حكومة الاحتلال، رسائل تهديد لحركة الجهاد عبر مصر، مفادها أن (كل ساعة تمر بدون التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء إطلاق الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة، سيسقط خلالها قيادي بارز بالحركة من قادة الصفوف الأولى)”، لافتةً إلى أن “إغتيال القيادي بسرايا القدس، أحمد أبو دقة، كان تفعيلاً لتلك التهديدات”.

في المقابل، بدت حركة “الجهاد” متمسكة بموقفها وشروطها الخاصة بوقف سياسة الإغتيالات الإسرائيلية، وفق تعهدات واضحة ومكتوبة برعاية الوسطاء، وتسليم جثمان الأسير خضر عدنان فوراً، ومنع “مسيرة الأعلام” التي ينوي المستوطنون تنفيذها.

ورجحت المصادر أن “يجري التوافق بشأن المطلب الخاص بوقف سياسة إغتيال القيادات، بتفاهمات شفهية، كما كان الحال خلال موجات التصعيد الماضية”.

وأكّد رئيس الدائرة الإعلامية في حركة “الجهاد”، أنور أبو طه لـ”العربي الجديد”، أنّ المقاومة لن تتنازل عن شرطها وقف الاغتيالات لـ”مجاهدينا وأبناء شعبنا”.

ويرفض الإحتلال الإسرائيلي، وفق معلومات متعددة، التعهد بعدم العودة لسياسة الإغتيالات ضد القيادات الفلسطينية وعناصر المقاومة شرطاً لوقف إطلاق النار، والذي بدأ جولة التصعيد الحالية بإغتيال ثلاثة من أبرز قادة “سرايا القدس” فجر الثلاثاء الماضي.

وقال أبو طه إننا “أمام هذا العدوان الجبان والغادر الذي إستهدف قادة المقاومة وعائلاتهم، نقول لقادة العدو إن سياسة الهدوء مقابل الهدوء التي يسعى إليها قد ولّت”.

ووجه أبو طه رسالة للإسرائيليين قال فيها: “ليعلم العدو الصهيوني أن سرايا القدس ما زال لديها الكثير والمؤلم من الضربات لكل أماكن وجوده”.

وقالت حركة “الجهاد”، الجمعة، إن موفدها للعاصمة المصرية القاهرة، يناقش مع مسؤولين، عدداً من الأفكار والمقترحات بشأن التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة.

وقال القيادي في الحركة، إحسان عطايا، في تصريحات صحافية “قُدمت لموفدنا في القاهرة أفكار للتهدئة، وجارٍ مناقشتها”.

وكان رئيس الدائرة السياسية لحركة “الجهاد الإسلامي” محمد الهندي قد وصل القاهرة، الخميس، بدعوة رسمية من المسؤولين في جهاز المخابرات العامة، وذلك بعد ما رفض الأمين العام للحركة، زياد النخالة، تلبية الدعوة المصرية في الوقت الحالي.

المصدر: العربي الجديد

شارك
العلامات: اسرائيلغزةمصر