المرأة

ريم سكر أول فلسطينية من غزة تعمل بمهنة الحراسة والأمن داخل أحد الأسواق التجارية

تستيقظ ريم سكر كل صباحٍ لتتوجه إلى عملها قبل قرع أجراس باكورة اليوم، بكامل نشاطها، لتكسر العرف التقليدي بأن هذه المهنة حكرًا على الرجال فقط.

ريم سكر، سيدة غزِّية متزوجة ولديها ثلاثة أبناء، تقول لـ “دنيا الوطن”: “بدأت قصتي عندما كان يدرس زوجي العلوم الأمنية في إحدى كليات قطاع غزة، حيث كنت أُلخص له بعض دروسه أثناء انشغاله بعمله، فأعجبتني طبيعة الدراسة والتحقت بالتخصص نفسه، لأجتازه بجدارة فيما بعد”.

وتضيف سكر، وفي يدها هاتفًا لاسلكيًا، لتتواصل به مع زملائها أثناء العمل: “لم يعارض زوجي فكرة العمل على الإطلاق، بل كان من المشجعين لي، ومقدراً مدى حبي وتعلقي بمهنتي التي أمتهنها منذ خمس سنوات، أما على صعيد حياتي الاجتماعية والأسرية فأنا أوفِّق بين ثلاثتهم، وأمارس دوري العائلي على أكمل وجه”.

وتتابع ريم سكر حديثها، خلال جولة تفقدية بين أقسام مركز التسوق الذي تعمل به، قائلة: “في البداية، لم يتقبل المجتمع فكرة وجود سيدة أمن على الرُغم من عمل السيدات في نفس المجال بكافة دول العالم، لكن إصراري دفعني إلى التوجه لعدة شركات أمنية ومستشفيات ومراكز تجارية للحصول على وظيفة، حتى حظيتُ بها في إحداهم”.

وعن كونها أول سيدة تعمل بهذا المجال في قطاع غزة، تقول سكر في حديثها لـموقع “دنيا الوطن”، أنها واجهت تعليقات وانتقادات كثيرة خلال فترات العمل، وتروي: “في ذات يوم توجهت نحو شاب لفض مشكلة ما في مكان عملي، لكنه لم يتقبل فكرة وجود أمن نسائي، حيث قال لي: “اذهبي واجلبي رجل أمن ليتحدث معي”، لكنني كنت أرد دائما بأن وظيفتنا هي المحافظة على أمن واستقرار المكان كنا نساءً أو رجالًا”.

وتبيِّن أن أهم الصفات التي يجب أن تتمتع بها سيدة الأمن هي قوة الشخصية، والإرتجال في المواقف، وسرعة البديهة، والتصرف بحذر، ومحاولة حل الإشكاليات بشتّى الطرق والحد من تفاقمها، لافتة إلى أنها تلقَّت كافة التدريبات اللازمة لحل مشكلة ما، لتكون على أهبة الاستعداد في حال وقوع اشتباكات في المكان.

وتؤكد سكر على أن وجود عنصر الأمن النسائي لا يقل أهمية عن الرجالي منه، لأن هناك مواقف تتطلب تدخل سيدات لحلها، لافتةً إلى أنها شاهدت الكثير من الحوادث التي كان يقف فيها موظف الأمن عاجزًا عن التدخل، كخلافٍ ينشب بين نساء داخل طوابير الانتظار في المؤسسات، بينما يسهل إنهاءه من قِبل سيدات الأمن.

ووجهت ريم في ختام حديثها رساله لكل سيدة وفتاة عاملة، بألا تتأثر بالانتقادات والتعليقات السلبية، وأن تمضي قدمًا في طريق الوصول إلى مبتغاها.

دنيا الوطن

شارك
العلامات: غزة